التعمق أكثر
التعمق أكثر
بما أن وسائل التواصل الاجتماعي صارت هي الطريقة الفعالة لإيجاد الأصدقاء وبناء العلاقات عبر الإنترنت، فإن استخدامها يترك بصمة رقمية لهويتك (من أنت وما هي رغباتك). ولهذا الأمر جوانب إيجابية، وأخرى سلبية يجب مراعاتها.
الجوانب الإيجابية: يسهم الاتصال المشترك الذي يتكون عندما يجتمع الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي في إيجاد آخرين قد يتشاركون باهتماماتهم، أو رغباتهم، أو مخاوفهم، أو احتياجاتهم. ومشاركة الملفات الشخصية profiles يساعد المتابعين followers على التعرف على بعضهم البعض. هناك بعض الطرق لخلق نوع من الخصوصية عند مشاركة تلك الملفات، لكن المنشورات والتعليقات تُظهر هويتك (من أنت وما هي اهتماماتك أيضًا.)
ومن المزايا الأخرى أنه يمكن بسهولة مشاركة المحتوى الذي ابتكره بعض الأفراد داخل المجموعات الاجتماعية social groups بين أفراد المجموعة بأكملها. تسفر هذه المشاركة عن زيادة أعداد الذين يجتمعون معًا بناءً على مصالحهم المشتركة.
"الانتشار الفيروسي" هو المصطلح المستخدم للإشارة إلى المحتوى الذي ينتشر بسرعة عبر الإنترنت من خلال مشاركته بشكل متكرر مع عدد من الأفراد. ينمو هذا التوزيع السريع بشكل كبير، مما يضاعف مدى وصول الرسالة الأصلية إلى جمهور كبير جدًا.
بعض ميزات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى تظهر في أسلوب التفاعل عبر الإنترنت الذي ربما يسفر عن تواصل غير متصل بالإنترنت. على سبيل المثال، الذين يحبون الخيول يمكنهم التحدث عبر الإنترنت عن الأطباء البيطريين الذين يعالجون إصابات الخيول، مما يتيح للمتابعين معرفة الخيارات المتاحة في الأماكن القريبة منهم. أو ربما تتمكن الأمهات اللواتي لديهن أطفال صغار من اكتشاف ملاعب في الأحياء السكنية المجاورة لهن.
خُلاَصَةُ القَوْل، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مكانًا نافعًا لالتقاء الناس بعضهم البعض واجتماعهم معًا والتواصل مع بعضهم بعضًا حول المصالح المشتركة. وتستخدم منصات الوسائط الاجتماعية المعلومات وسجل المستخدم الخاص بك (information and user history) لمساعدتك على التواصل مع الآخرين الذين يتشاركون معك نفس الاهتمامات.
الجوانب السلبية: هناك بعض النقاط السلبية لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي ناتجة عن جمع تلك المنصات للبصمة الرقمية لكثير من الناس.
المشكلة هي أن أي شيء ينشره المستخدم يتم حفظه كجزء من ملفه الديموغرافي والنفسي. يمكن أن تظل هذه البيانات متاحة عبر الإنترنت إلى الأبد. ثم تستخدم المنصات هذه البيانات ليس فقط لإبقائك مستمتعًا ومطلعًا. تجني منصات التواصل الاجتماعي المال من خلال بيع معلومات المستخدم هذه للمعلنين على أمل الوصول إلى الجماهير المستهدفة. كما وصف أحد خبراء التسويق، فإن منصات التواصل الاجتماعي تعمل في مجال بيع العيون!
المشكلة الثانية هي أن أرشيف أو سجل الاستخدام (User’s history) لكل مستخدم سيطارده إلى الأبد. إذ بناءً على سلوكياتك ستققرر المنصات ما هي هويتك، وما هي الأمور التي تثير إعجابك أو تكرهها، واهتماماتك ورغباتك. هذه الخيارات ستوجه المنصات لما يجب أن تظهره لك مستقبلًا. كما تقرر المنصات أيضًا وتحدد ما إذا كان المحتوى ليس ذا أهمية لمشاركته معك، حتى لو كان شيئًا قد اخترت اتباعه.
ولهذا السبب، قد تبدو منصات التواصل الاجتماعي أحيانًا وكأنها تعمل ضد المستخدمين. يتم اتخاذ خياراتهم لإرسال المحتوى من خلال خوارزميات تهدف إلى جني الأموال من الإعلانات، بدلاً من إبقاء المستخدم منخرطًا في تفاعلات ذات مغزى.
وبذلك تكون النتيجة أنَّ منصات التواصل الاجتماعي تخلق تدفقًا مستمرًا للمعلومات قد يكون عديم الفائدة تمامًا للمستخدم. هذا التدفق من المنشورات غالبًا ما يُضيِّع وقت المشاهدين ويفقدهم اهتماماتهم، وهذا الأمر على أحسن تقدير يبدو سخيفًا، وفي أسوأ الأحوال نراه مناورًا ومتلاعبًا بالمشاهدين.